Powered By Blogger

الجمعة، 14 مايو 2010

مقالة بعنوان : معاق في وضعي و ليس عقلي

أبدأ مقالي هذا بالثناء على كل معاق تحدى وكافح وربما جاهد للوصول و التقدم,بنى من اعاقته سورا احاطه بالحب و التشجيع والحنان ثم الامان,أرى فيهم قوة لا نتحملها و شجاعة لا نتحلى بها,أن تكون معاقا حبيس كرسيّ أو في ظلمة دون نور أو هدوء و صمت دون كلام لكن مدركا و واثقا بامكانياتك أفضل بكثير من صحيح مقصر ولذاته مهمل,رأيتهم أيام الجامعه يدرسون بكل مثابرة دون تعب ولا ملل و لا كلل و نحن نرغم أنفسنا بالاستيقاظ في الصباح الباكر,حقا أصابوا حين وضعوا شعار " إذا كنت تريد أخذ مكاني فخذ إعاقتي " على مواقف السيارات فحتما هذا هو المضمون,لكن أتمنى فعلا أن يتم احتواء هذه الفئة و احتضانها والشعور بها وتخيل أنفسنا بما يمرون به و يقاسونه,علنا نعتبر ونتذكر كل نعم الله علينا,إن موضوع الاعاقة يجب أن لا تطلق على الاشخاص الغير قادرين على ممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي فهذا قدرهم وهناك سبلا والحمدلله بتطور العلم تفيد في دعم هذه الاعاقه والتطوير منها والحمدلله,ولكن الإعاقة يجب أن تطلق على الذين يوقفون عقلهم من التفكير و المثابرة و يلجأون للتواكل وليس التوكل و يجمدون قدراتهم و امكانياتهم على الأداء والتطور والتقدم,فالذي اراه في المعاقين طاقة بناءة لا تنتهي متجددة بالحيوية والعطاء,في كل مجال يريدون ان يتميزوا و يصلوا,أما نحن الأصحاء فلا نريد غير أن يكون كل شيء أمامنا جاهز و متوفر دون عناء,و كم من أسر سمعت أنهم رزقوا بأطفال من فئة الداون و تخلوا عنهم متناسين انهم نعمه من الله عزوجل غيرهم حرموا منها فيا سبحان الله!! ربي يهديهم ويصلحهم اللهم آمين,عندما التحقت بمجال التربية الخاصة تعرفت على عالم لم اكن اعرفه من قبل فأنا التي كنت في الظلام و عن وعيي غاب الاطلاع عن هذه الفئة الجميله فعلا جميلة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني,تعلمت منهم ما لم اتعلمه طوال حياتي,اكتسبت منهم معاني الصبر والتفاؤل والرضا والامل والطمأنينة والطموح الذي لا يفارقهم,علمت انهم محظوظين حقا و ليسوا كما نراهم ناقصين او معاقين بل في قمة العطاء والانسانية,تمنيت أن أحظى بصفاتهم ولو حتى القليل منها بقدر دأبهم و جهدهم,و ما أتمناه حقا أن نستعين بهم و نعينهم و ندخلهم في المجتمع كزخات المطر المنعشة التي تخلق من التراب نبتة وتسقي الارض بالخير والعطاء,فلا نهمشهم ولا نقلل من امكانياتهم وقدراتهم بل نستوعبهم بكل حب و تقدير وامتنان,فكم من كامل ناقص و كلنا ناقصين إلا وجه ربنا الكريم سبحانه,فدائما نردد في كلامنا أن الله يأخذ ليعطي فأخذ منهم القدرة على الحركة أو البصيرة أو السمع أو الكلام و لكن بالمقابل اعطاهم الكثير بحكمته سبحانه,فمن نحن كي لا نعطيهم ولا نثق بهم ولا نحتويهم,أتمنى ان أراهم حولي في مجتمعنا يتوظفون و يعملون و على جهدهم يحصلون على التقدير والمكافأة والدعم المعنوي قبل المادي,فهل معنى ما نمر به إذا كان أحدنا بصيرا على سبيل المثال و في يوم من الأيام فقد بصره أن يفقد طموحه وعلمه وعمله ويعيش حياته دون أي دور يذكر,ربما ما أطمح به صعبا ولكنه ليس مستحيلا وبقدرتنا وباستطاعتنا ان نمد هذه الفئة بالأمل و نوفر لهم معيشة أفضل وتشجيعا أكبر,فما اجمل ان نحيا حياة تقوم على مبدأ المساواة والعدل في كافة المجالات لعلها هي الرسالة الأسمى التي لابد علينا من الحصول عليها,و انصح كذلك جميع من يسكن على هذه الأرض الطاهرة الكويت و اناشدهم بالقراءة في مجال التربية الخاصة فلا احبذ تسميتهم بالمعاقين بل ذوي الإحتياجات الخاصة والمميزة والمنيرة لذواتنا قبل ذواتهم,فلنرى بهم أناسا ميزهم الله بميزات لا يمتلكها أغلبنا و لنرى فيهم بسمة المستقبل ونور الحاضر وبريق التقدم,ولنساعدهم على قدر ما اعطينا من قوة بكل محبة,فما اجمل من ان نرسم على شفاههم الإبتسامة وأن نعينهم على ما يتطلعون إليهوان نكون ساعدهم الأيمن بتبني إمكانياتهم و تشجيعهم,صدقوني ما من هدف أسمى و لا أرقى فلنكن يدا واحده بيدهم ولنعرف ونتعرف على صفاتهم الجميله وخصائصهم الفريده,وانا متيقنة أنكم ستحبون فيهم ما أحببت و ستجدون فيهم ما وجدت,رسالتي أرسلتها لكم فهل تعدوني بالتطبيق؟ هل تعدوني بالاهتمام والتنفيذ؟ هل تعدوني بأن فئات التربي الخاصة سيرون النور من جديد من خلالكم؟فأنا واثقة بكم كما أنني واثقة بهم فمن جد وجد و من سار على الدرب وصل,و سنصل بإذنه تعالى يدي بيدكم ثم بيدهم,كلما فكرنا بأنهم يستحقون فعلا يستحقون بل من يستحق غيرهم,فلننادي معا و لنصف صفا واحدا ثابتا قويا مفعما بكل الطاقات منيرا بكل القدرات ساطعا بكل الإنجازات ثابتا كل الثبات,بيدنا أن نكون كما نتمنى ولكن فقط إن كنا متعاونين وعلى النهج واثقين وعلى خطى النجاح معزمين وعلى الله متوكلين,قابلت خلال سنين دراستي مجموعة من الطالبات المصابات بالعمى منذ الولادة وصدمت حقا بثقتهم بالله و أنفسهم وجميع امكاناتهم اللامحدودة والتي لم ترى النور فتمنيت حينها ان أحقق ما أستطيع تحقيقه لهم وأختم مقالي بمناشدتي لكم يا أبناء وطني أن نرفع من هممهم ونوصلهم إلى بر الأمان متيقنة انكم معي في رأيي ومتاكدة من مساعدتكم يا أهل الخير والعطاء والكرم,و لا ننسى أن من فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه و أثابكم الله على حسن القراءة والله الموفق وعليه نتوكل و به نستعين.

ليست هناك تعليقات: